Omrania | CSBE Student Award for Architectural Design 2015 Eighth Cycle Jury Report AR

تقرير لجنة التحكيم
الدورة الثامنة - 2015 من جائزة العمرانية ومركز دراسات البيئة المبنية الطلابية للتصميم المعماري

 

مقدمة
إن المشاريع التي قدمها الطلاب هي تعبيرات عن العمارة من خلال الصور المرئية. هناك وسائل متعارف عليها للتعبير عن التصميم المعماري تتضمن الأدوات البصرية من مخططات وواجهات ومقاطع ورسومات ثلاثية الأبعاد ومجسمات وصور، وكذلك النصوص المكتوبة من معلومات تفسيرية وشروحات للصور. نحن ندرك بالطبع أن هذه الوسائل تتغير بإستمرار، ويعود ذلك في الغالب إلى التطورات التكنولوجية الذي نشهدها حالياً. ومن الواضح أن الطلاب يجربون وسائل تقليدية وحديثة في الإظهار المعماري، ويُبيّن عدد منهم إتقاناً لافتاً في تطبيقها. وكذلك فإن العديد من المشاريع المشاركة تحتوي على كمية لا بأس بها من الرسومات ذات درجة عالية من الجاذبية. ولكن لم تقدم أي من المشاريع المشاركة نظاماً متكاملاً ومترابطاً وواضحاً من الرسومات. إن سهولة إستخدام البرامج الرقمية للإظهار المعماري سمحت للطلاب بتكوين رسومات إستعراضية ودون أي جهد يذكر، وبذلك يبدو وكأن الهدف الرئيسي للتصميم هو إنتاج أكبر كميّة ممكنة من الرسومات وليس استكشاف الحدود التعبيرية لأساليب الإظهار المختلفة. كما تجدر الإشارة إلى أن المعلومات النصيّة المرفقة بالعديد من المشاريع المقدمة غير واضحة وتحتوي على كم كبير من الأخطاء النحوية والإملائية.

 

نود أن نؤكد بأننا لم نفرض أي أحكام مسبقة على المشاريع المشاركة، بل قمنا ببذل أقصى جهد لفهم كل مشروع على حداه ولفهم الأفكار التي يهدف إلى توصيلها. ولكننا بحثنا من خلال عملية التحكيم عن قضايا مشتركة شعرنا أنه يجب التعامل معها، كما في الوضوح في تحديد المشاكل والبرامج الوظيفيّة والأمور الحضرية والإنتباه للمواد المستخدمة والتفاصيل المعمارية والتكامل الإنشائي وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات. ولكننا مع كل ذلك بذلنا كل الجهد لتفهم ما حاول الطلاب تقديمه لنا والتواصل مع ذلك.

 

وقد لاحظنا أن عدداً كبيراً من المشاريع المقدمة تشترك بمواضيع متشابهة تركز على بعض الأمورالتي تمثل تحدياً للطلاب وترتبط ارتباطاً خاصاً بقضايا تخص العالم العربي. وتشمل هذه المواضيع الفرص الإقتصادية والنزاعات السياسيّة وإحياء ذكرى أحداث سابقة والقضية الفلسطينية. وبالرغم من أننا وجدنا أن العديد من المشاريع المشاركة مثيرة للإهتمام من حيث المواضيع التي تتناولها، إلا أننا وجدنا أيضاً أنها تفتقر إلى جودة التصميم. وقد استبعدنا عدة مشاريع على الفور لكونها تقليدية جداً أو لأنها غير واضحة من حيث الأفكار التي تقدمها وطريقة عرضها. كما أن أغلب المشاريع ازدحمت بكمية كبيرة من النصوص والصور التي تصرف الإنتباه عن مضمون المشاريع نفسها. كذلك قد تطرح بعض المشاريع عدداً من المفاهيم المثيرة للإهتمام ولكنها تفشل في تطويرها.

 

إختيار الفائزين:
مررنا بعدة مراحل إختيار وإستبعاد للمشاريع خلال جلسات التحكيم، فاستبعدنا تلك المشاريع التي تفشل في التعبير عن أفكار قوية ومتطورة وواضحة وخلّاقة. وكذلك استبعدنا تلك المشاريع التي لم تُشرح بشكل جيد وتلك التي تعتمد بشكل كبير على الصور بدلاً من الرسومات المعمارية الواضحة والدقيقة من مساقط أفقية ومقاطع وواجهات. وبدأنا بتقييم أولي لـِ 130 مشروعاً تأهلت للمشاركة في الجائزة (إذ لم  يتأهل 11 مشروعاً من أصل 141 مشروعاً لأنها تعود إلى سنوات سابقة بدلاً من السنة الدراسيّة 2014 - 2015) وصنفناها ضمن ثلاث مجموعات: المشاريع التي استبعدت، وتلك التي تأهلت للجولة الثانية من التقييم، وتلك التي تقع بين المجموعتين السابقتين. ودوّن كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم إنطباعاته عن المشاريع المقدمة حين عرضها علينا، ثم قمنا بإعادة إستعراض المشاريع التي تقع بين المجموعتين لإتخاذ قرار بوضعها ضمن المجموعة الأولى أو الثانية. وبذلك أهّلنا مع نهاية هذه العملية 43 مشروعاً للمرحلة التالية.

 

تعبّر هذه المشاريع الـ 43 عن مستوى لائق من التماسك والوضوح في التعبير. ونظراً لكمية المعلومات المُفرطة المعروضة لكل مشروع بشكل عام، قررنا النظر بتمعن لتفاصيل كل مشروع، ووجدنا من خلال هذه المرحلة العديد من الميّزات المخبأة في طيات عدد من المشاريع. ونتيجة لذلك، قللنا عدد المشاريع المؤهلة إلى 16 مشروعاً أحسسنا أنها تُعبر عن الوحدة والتناسق وعن إمكانيات.

 

واخترنا بعد ذلك 11 من المشاريع الـ 16 المؤهلة للمرحلة النهائيّة، فازت ثلاثة منها بالمرتبة الأولى وثلاثة اخرى بالمرتبة الثانية، وأعطيت ستة مشاريع مرتبة الشرف. والمشاريع الفائزة هي كما يلي:

 

المشاريع الفائزة بالجائزة الأولى

الإنكيوباتريكس: مركز للأبحاث والإنتاج الزراعي المائي
أن هذا المشروع مدروس ومطوّر بشكل شامل، ويقدم رؤية مبتكرة وخلّاقة تعيد تفسير وتعريف المبنى التقليدي بطريقة تشجع الإعتماد على الذات. ويتفاعل المشروع مع الأرض ومع خط الأفق، كما أن مخطط الموقع يؤسس إتصال مع المدينة ويكوّن سيناريوهات جديدة للعيش والعمل فيها. كذلك فإن فكرة مزرعة عمودية تستخدم التكنولوجيا الخضراء ستنعش المنطقة التي يقع فيها المشروع.

إن التصميم بقوة فكرته ووضوح تعبيره المعماري يطرح حلاً يعزز الإستدامة الإجتماعية والإقتصادية. كما أن طريقة عرض الرسومات المستخدمة في الإظهار المعماري متطورة وتقدم وحدة قوية من خلال رسومات معبرة. ولكن المشروع يبدو وكأنه يقدم طرحاً نهائياً لا يترك مجالاً لأي تكهنات بشأن تطويره.

كهوف تلعة القرية الدينيّة
إن هذا المشروع مثير للإعجاب إذ أنه يقدم قدراً كبيراً من التفاصيل المعمارية المتناغمة مع البيئة الآثرية التي يتعامل معها. كما أن المباني الجديدة التي يضيفها المشروع للموقع تعكس مفهوم التنقيب عن الأثار لأنها تظهر وكأنها إزالة للخطوط بدلاً من إضافات إليها، وبالتالي تُكوَّن فراغات من وضع يتصف بالكثافة. ويستخدم المشروع عناصر معمارية مختلفة لربط أجزاء نسيج المشروع ببعضها البعض وتطويره ليكوّن وحدة واحدة بدلاً من تجزئته إلى سلسلة من الوحدات. ومن الواضح أن جهداً كبيراً استثمر في تصميم مساقط المشروع الأفقية المتقنة وشرحها بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، فإن قوة الرسومات المعمارية -  بغض النظر عن مقدار التجريد الذي تتصف به -  تعبر عن قوة الرسومات في إظهار الحقيقة، وتعبر عن فراغات مكرسة للخيال بعيداً عن جدواها التجارية وبرامج التحكم بالفراغات والوظائف المعماريّة التقليديّة. وينجح المشروع لأنه يبتعد عن النهج التقليدي في التفكير. ولكن تطوير الرسومات ثلاثية الأبعاد من مساقط أفقية الى فراغات وأشكال معمارية لم يستكشف على نحو كاف بالرغم من أن الأشكال النهائية للمشروع تذكرنا بالكتل المعمارية التي صممها لويس كاهن. وبالرغم من شاعرية المشروع، إلا أن تنظيمه ضعيف ويفتقر إلى التسلسل والترتيب ويزدحم بالرسومات.

 

مركز المغامرة
يقدم هذا المشروع ردة فعل قوية وبديهية لموقعه. إن فكرة وصل جبلين بجسر يتصل ببناء معلق به فكرة فعّالة للغاية. إن هذه البناء المعقد يعاكس الفكرة التقليدية التي تفترض بأن البناء يبدأ من الأسفل ويرتفع إلى الأعلى، بل يظهر وكأنه يقاوم الجاذبية. إنها فكرة ممتازة ذات إمكانيات كبيرة وتمثل إنجازاً هندسياً مميزاً ذا تأثير مذهل على المناظر الطبيعية في وادي رم. وبالرغم من ذلك، إلا أن إمكانيات الفكرة لم تستكشف بشكل كامل، ويبدو أن محاور الحركة العمودية في التصميم لم تُطور على نحو كافٍ. كذلك فإن العنصر الرئيسي الذي تتمحور حوله فكرة المشروع (أي هيكل المبنى) يحتوي على الكثير من المشاكل في تصوره الأولي.

 

 

المشاريع الفائزة بالجائزة الثانية

بيت الموسيقى / زحلة

إن هذا المشروع المتأثر بحركة الفنون الجميلة (Beaux Arts) مخطط بشكل متطور ويحتوي على مقاطع مصممة بشكل جيّد. ويرتبط المشروع مع النسيج الحضري المعقد المحيط به ويقدم منطقاً واضحاً وقوياً. ولكن التصميم يفتقر إلى التعامل مع القيود إذ يجمع الكثير من الأشكال والمواد ضمن كيان واحد. كذلك، فإن طريقة عرض المشروع لا تفسّره بشكل كامل.

درز الجيوب، خان عمّان

إن هذا المشروع متكامل ومخطط بشكل جيد وواضح في مفهومه. ويطرح المشروع فكرة ثنائية في حَفْرِهِ للتلال عند نقاط إلتقاءه بها من جهة، ولكنه يبدو وكأنه يطفو فوق الجزء الأسفل من الوادي الموجود فيه من جهة أخرى. إن هدف دمج موقع مهمّش مع النسيج المعماري لإعادة الحياة إليه فكرة مميزة. ولكن حلقات الوصل فوق الشوارع وعناصر الحركة العمودية التي تربط مستويات المشروع مع بعضها البعض لم تطور على نحو كاف، كما أن السقوف تعبر عن فرصة ضائعة إذ كان بالإمكان توظيفها لإستخدامات أفضل.

مركز إستكشاف الصحراء

يعبّر المشروع عن أصالة طبيعية وحدسية. إن ميزة التصميم تكمن في دمج المبنى ضمن تضاريس المنطقة بحيث تتوضّح علاقته مع محيطه بشكل مدروس وسلس يربط الطبيعة بما يصنعه الإنسان، مما يُظهر المشروع على أنه متكامل وموحّد. إن هذا المشروع يحفّز الخيال من خلال تحليله لكيفية التحرك في الفراغ أفقياً وقطرياً، ويمكن وصفه باللغز الذي لا يمكن حله إلا إذا سُكِن. ويستخدم المشروع نهج العمارة العضويّة لحل مشاكل التصميم من خلال تكييف المشروع مع الموقع والمناخ والطبيعة. ولكن مقاطع المشروع الأفقيّة تفتقر للوضوح، كذلك فإن كيفية إستخدامه وكيفية الحركة العمودية فيه غير واضحة.

 

المشاريع الحاصلة على مرتبة الشرف

بيت القصيد

يُظهر هذا المشروع تخطيطاً معقولاً وإمكانية تطوير مساحات داخلية مريحة. كما يُظهر محاولات للتعامل مع المحيط ومع أمور حضرية متعددة، ولكن المشروع لم يتطور على نحو كاف. وقد وجدت لجنة التحكيم درجة من الجاذبية في تصميم مباني المشروع بسبب نظامه الهيكلي الواضح ووظائفه وتصاميم واجهاته التي  تيبن جميعها تأثراً بالشعر العربي وقواعد اللغة العربية.

تحرير الروح

بالرغم من إفتقار هذا المشروع لبرنامج وظيفي واضح، إلا أنه مشروع مثير يتكون من تمرين معماري في إستكشاف الفراغات بطريقة مجردة وشعرية وميتافيزيائية. إن المشروع عبارة عن نصب تذكاري تحدده الجدران السميكة والأسقف والأعمدة والأرصفة التي تتوضح من خلال تباين قوي بين الضوء والظل، ويذكرنا بمشروع "دانتيوم 1942" الذي لم يتم بنائه للمعمار الإيطالي جوزيبي تيرجاني. كذلك فإن المشروع مخطط بتعقيد ومُشكل بمهارة في المحيط الحضري. وهو يمثل عمارة متميزة ذات خصائص نحتية قوية.

متحف يروي الصراع الفلسطيني – مستوحى من رواية "شجرة الليمون"

لا يتبع هذا المشروع الذي يعرض النزاع الفلسطيني نهج عمارة النصب التذكارية التقليدي. إنه يعرض الواقع بشكل مجزأ وحتى يتعامل مع الرسومات المعمارية على أنها وحدات منفصلة بدلاً من وحدة واحدة موحدة. إن هذا المشروع مثال يبين قوة العمارة في التعبير القصصي وكيفية تصميم الحركة لتفعيل حلقات تكون شيئاً أكبر من مجموع أجزائها. كذلك يعرض المشروع رسومات معبرة من خلال المساقط الأفقية والمقاطع والرسومات ثلاثية الأبعاد.

مجمع تدوير النفايات الصلبة

يختلف هذا المشروع عن المشاريع الأخرى إذ أنه يرتبط بالتخطيط الحضري وتنسيق المواقع. ويحاول المشروع التعامل مع قضايا مهمة تتضمن إعادة تدوير النفايات والحفاظ على المواد، ويطرح فكرة بناء مجمع لإعادة تدوير النفايات الصلبة مع محاولة تطوير الموقع ليكون منطقة طبيعية متكاملة يمكن للجمهور العام استخدامها. ويشجع المشروع الإدارة البيئية للموارد والنفايات للحد من الضرر البيئي. ويطرح التصميم حلاً يعزز الإستدامة الإجتماعية - الإقتصادية بحيث يساهم في تحسين نوعية الحياة وتحقيق المتعة الإنسانية. ويعترف المشروع بأن مفهوم الطبيعة قد يكون مضللاً وأن الأرض هي عنصر يمكن تصنيعه وصقله، وأنه على العمارة أن تتجذر بشكل أعمق مع الموقع.

مدينة مستقبلية

هذا المشروع رسالة واضحة تعبّر عن الميل للإندفاع في الخطاب المرئي. إن المشروع لا يمتلك البنية التحتية المعمارية كما هو الحال مع المشاريع الأخرى، وأيضاً يفتقر إلى موقع وبيئة حقيقية، ولذلك يعتمد على التشكيل وتكوين جو خاص به. إن البرج في المشروع محاط بهيكل يتفتّح ليظهر على شكل زهرة تحاول كسر صلتها بالأرض. إن بساطة التصميم تجسد إستعارة عضوية، كذلك فإن المشروع يبدو وكأنه عمل من الخيال العلمي، ويطوّر لغة وأنظمة معمارية ومنظومة صوريّة خاصة به.

متنزه الرسوم المتحركة

إن هذا المشروع يعيد تحفيز خيال الزائر إذ يأخذه في رحلة من الواقع إلى العالم الإفتراضي ليعود به إلى الواقع. كذلك فإن طريقة عرض المشروع تُعبّر عن قدرات عالية في الرسم الجرافيكي، ولكنها أيضاً تبين تنوعاً كبيراً في التقنيات والموضوعات والنهج مما يؤدي إلى درجة من الفوضى المرئية وعدم الوضوح. كذلك فإن لغة المشروع المعمارية لا تتوافق مع تكوين جدرانه.

 

 

هاني الإمام الحسيني
جوزيف لويس ماتيّو
نادر طهراني

 

هذا التقرير مترجم عن التقرير الأصلي الذي كُتِبَ باللغة الإنجليزية

 

تشرين أول 2015