The Omrania | CSBE Student Award for Architectural Design 2019 Twelfth Cycle

تقرير لجنة التحكيم

الدورة الثانية عشر – 2019 من جائزة العمرانية ومركز دراسات البيئة المبنية الطلابية للتصميم المعماري

ملاحظات عامة:

قامت لجنة التحكيم بتقييم الـ 151 مشروع تخرج التي تأهلت لجائزة العمرانية ومركز دراسات البيئة المبنية الطلابية للتصميم المعماري. تناولت هذه المشاريع مجموعة واسعة من المواضيع المهمة وذات الصلة ليس فقط بالنسبة للعالم العربي، بل على الصعيد العالمي أيضا. تتضمن هذه المواضيع قضايا مثل الفقر والصراعات المسلحة والتشريد والتدهور البيئي والزحف العمراني وإنتشار السياحة الجماعية بالإضافة إلى الهوية والتراث.

كتقييم عام للمشاريع المُقدمَة، لاحظنا إتقاناً مقبولاً لوسائل الاظهار التي تعتمد بشكل أساسي على التقنيات الرقمية. ولكن وجدنا أيضاً أن هذه العروض التقديمية المستندة على الكومبيوتر غالباً ما تطغى على التصميم بدلاَ من أن توضحه. كذلك وجدنا أن الكثير من المشاهد الثلاثية الأبعاد المعروضة في المشاريع المقدمة عشوائية من حيث إنتقائها ولا تساعد المُشاهد على فهم المشروع بشكل أكثر وضوح وشمولية. وغالباً ما تنتمي رسومات الإظهار إلى فئة الصور التسويقية أكثر من أن تهدف إلى توضيح التصاميم التي تمثلها. وقد وجدنا أن هذه الرسومات بشكل عام مفصولة تماماً عن أعمال العمارة والتخطيط التي من المفترض أن تمثلها؛ ولذلك فإن هذه الرسومات تصبح في نهاية المطاف نوع من الإلهاء وحتى التهرب من التصميم نفسه.

بالاضافة الى ذلك، يبدو أن العديد من المشاريع التي قُدّمت لنا صُمِمت بشكل أساسي - إن لم يكن حصري - على أنها مخططات يتم رفعها بعد ذلك لتكوين تشكيلات ثلاثية الأبعاد، بدلاً من تطويرها من خلال عمليات تصميم شاملة تتناول في الوقت نفسه الأسطح والفراغات والأشكال.

وقد وجدنا أن النصوص المكتوبة كثيراً ما تطغى على المشاريع المقدمة لنا، وبذلك يكون تأثيرها التشويش على التصميم بدلاً من توضيحه، وأيضاً تفوّت هذه النصوص المصاحبة للمشاريع فرصة ثمينة للتعريف برسومات التصميم وتوضيحها.

نشعر أيضاً أن المشاريع المقدمة عموماً لا تُظهر وعياً بالعدد الكبير من الحلول المتنوعة والغنية والمفيدة التي يتم تطويرها حول العالم بخصوص المواضيع التي تتناولها هذه المشاريع. وبدلاً من ذلك ، يبدو أن الطلاب يحصرون نماذجهم الأولية في أمثلة محلية أو - في أفضل الأحوال - إقليمية. كذلك، فقد كان من الممكن أن تبيّن هذه المشاريع فهماً أعمق للإمكانات - وكذلك القيود - المتعلقة بالتأثيرات الإيجابية التي يمكن للتصميم المعماري والحضري أن تحدثه في حياة الناس.

علاوة على ذلك، لاحظنا أن بعض الحلول المقترحة غالباً ما تكون منفصلة عن الأبحاث والسياق اللازمة والمناسبة، بعكس المشاريع الفائزة الثلاثة التي اخترناها (أنظر أدناه) التي تأخذ بالإعتبار السياق والنُهُج المبتكرة للبرامج وكذلك البحث والعمق بالتفكير بخصوص العمل المقدم. كذلك لا تحاول أي من هذه المشاريع الثلاثة فرض العمارة من أجل العمارة (سواء من حيث المقياس أو الشكل أو البرنامج) بل استخدمت العمارة بصفتها أداة لمعالجة الحياة اليومية لمستخدميها وتحسينها، وبشكل خال من "الشطحات" المعمارية.

كما نشعر أيضاً أن المستخدم - الذي من المرفوض أن يكون التصميم موجهاً له - غالباً ما يكون مفقوداً في تلك التصاميم، التي تكون بالإضافة إلى ذلك طاغية ومُشتتة في مقياسها. وينطبق الأمر نفسه على محيط هذه المشاريع، الذي غالباً لا يعطى أي إهتمام أو إعتبار. بالإضافة إلى ذلك، يتم إيلاء القليل - إن كان حتى ذلك - من الإهتمام والرعاية لقضايا مثل الحرفية وإختيار المواد وتنسيق المواقع.

 

* * *

ومع ذلك ، فقد حددنا ثلاثة مشاريع نعتقد أنها تُعبّر عن تميّز في التصميم جدير بالثناء، وبالتالي تستحق هذه الجائزة. لقد اخترنا هذه المشاريع الثلاثة لتكون فائزة بالتساوي. تُظهر هذه المشاريع الثلاثة جهوداً جديرة لتطوير فراغات مدروسة بعناية وذات جودة عالية. وبالرغم من أنها تعتمد على وسائل الإظهار الرقمية، إلا أن هذه الوسائل لا تحدد التصميم أو تطغى عليه في أي حال من الأحوال. وقد وجدنا أن جميع هذه المشاريع تبيّن حساسية لمحيطها، وترتبط بشكل وثيق بسياقاتها الثقافية والجغرافية والمكانية.

 

رؤية بديلة لحي تامبوي في واغادوغو، بوركينا فاسو

لقد وجدنا أن هذا المشروع الحضري الذي يهدف إلى تحسين مستوى منطقة في مدينة واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو وتطويرها، مناسب من حيث المقياس والحجم ونوع التدخّل. إنه مشروع يتجنب المبالغة. وإن وسائل الإظهار المستخدمة فيه واضحة وسهلة المتابعة. ويتناول المشروع الجوانب العامة للحياة الحضرية اليومية التي يجب معالجتها بشكل مستمر وحذر ودقيق من قبل هؤلاء المسؤولين عن المدينة. وتشمل هذه الجوانب التنقل والتجارة وتنظيم إستخدامات الأراضي والأبنية وتوفير شبكات البنية التحتية.

نحن نُقدّر بشكل خاص كيف يولي هذا التصميم إهتماماً كبيراً للظل وللمنطاق المغطاه والمحمية، التي هي أمور غالباً ما يتجاهلها المخططون والمعمارون في العديد من السياقات الحضرية، هذا بالرغم من أهميتها الكبيرة خلال موسم الجفاف الحار في بوركينا فاسو.

كذلك فإن هذا مشروع لا يحاول بأي شكل من الأشكال أن يطغى على ما حوله. إنه عمل ماهر وناضج يقدم نموذجاً ناجحاً للتدخل الحضري في البيئات سريعة النمو وغير المنضبطة وغير المنظّمة التي تتصف بها المراكز الحضرية في العالم النامي.

 

صيدا: التنقيب في المستقبل، والحفر نحو الأعلى

لقد وجدنا هذا المشروع الحضري جريء ومتناسق، لكنه أيضاً "خفيف" في تواجده. إنه يبيّن درجة من التكهنات الإبداعية، ولكن هذه التكهنات مبررة.

تتصف رسومات المشروع بصفة "تشريحية". لقد قرأنا المشروع بإعتباره تنقيباً في الطبقات العميقة للأنشطة البشرية التي حدثت في هذه المدينة التاريخية على مدى آلاف السنين، مع التركيز على مهنة الصيد بصفتها قوة إقتصادية وإجتماعية وثقافية حددت العديد من نواحي الحياة في المدينة. يستكشف المشروع مهنة الصيد ويبحث في أفضل الوسائل للحفاظ عليها وهي تواجه العديد من التحديات الوجودية التي تتضمن التلوّث والتغير المناخي والزحف العمراني.

لقد أُعجبنا بقرار الإبتعاد عن الغريزة الطبيعية للبناء فوق الأرض، والقيام بدلاً من ذلك بتكوين فراغات صالحة للسكن تستند على الحفر في أعماق الأرض.

يعتمد المشروع على وسائل إظهار ذات طابع تجريدي للغاية ، لكنها مع ذلك فعالة في وضوحها وبساطتها. كذلك لفت إنتباهنا أنه - بإستثناء مخططيْ الموقع الشامليْن ومخطط لمستودع - فإن المشروع يُقدّم التدخلات التصميمية حصرياً من خلال المقاطع الرأسية.

 

مركز بحثي وتعليمي لمكافحة التصحّر

يعالج هذا المشروع مجموعة واسعة من القضايا تتضمن التصحر والزراعة في المناطق القاحلة وتوظيف الشباب. يُبيّن مخطط المشروع فهماً حقيقياً لكيفية تركيب المباني من الناحيتين الوظيفية والإنشائية. كذلك وجدنا أن المشروع مُقدم بوضوح وعقلانية. يوضح التصميم العام للمشروع تفهماً لكيفية إنشاء المباني، وكذلك فإن عناصر البناء المستخدمة فيه معقولة وواقعية للغاية؛ ويشعر المرء بالوعي والتقدير، مثلاً، بخصوص كيفية إستخدام الطوب. وفي النتيجة النهائية، يُستَمَد شكل المشروع من وظائف المبنى ومواده.

نجد في العديد من التصاميم التي يصادفها المرء أن إستخدام التقليد مبدأ البيولوجي (bio-mimicry) يكون حرفياً للغاية. أما هنا، فإنه يعتمد على تفهّم هذا المبدأ، وإن إستخدام هذه المبدأ أيضاً وظيفي ومقنع بدلاً من أن يكون مجرد ذريعة للتشكيل المعماري. ويستخلص المشروع دروساً ذات مغزى من ظواهر بيولوجية متعددة مثل التعقيد والمرونة والذكاء والنمو والتكيّف.

 

رنا بيروتي

جان شينِجي

توماس فونيير

16 تشرين الأول، 2019